الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

القسوة ☆☆☆بقلم الشاعره فطيمة زهراء

#القسوة
ما أقسى أننا نحلم بأشياء مستحيلة  ،ولربما استحالتها تكمن في أننا لم نؤمن بذلك الشيء الذي تولَّد بيننا،  ندرك أن حياةً قد كُتب لها أن تنمو في أرض غريبة ،أرض أنشأتها ومهدتها ،وسوتها تلك البواطن التي تُضمرُ في داخلها  الشوق والحنين إلى السكن والاستقرار، وراحة البال ...والكثير من المشاعر الجياشة  التي بلغت النضج ،وحان وقت قطافها لتؤدي  دورها في هذه الحياة ،فكل شيء خُلق ليكون في مكانه المناسب، وفي وقته المحدد ..
كثيرا مانتساءل و بحيرة ، فنصرح لأنفسنا هامسينا 
كيف لهذا أن يحدث معنا ؟و لماذا الآن وليس وقتا أعر ؟ ولماذا أنا ؟! وليس غيري ؟ولماذا أنت وليس غيرك ؟! .
كلها أسئلة تروادنا وتثير فوضى عارمة في عقر مشاعرنا وتعصف بخيالاتنا ،و الأصل ماكان  لعاقل أن يستفهم بهكدا استفهامات ..وكأنه بهذا يبيح لنفسه بأن يطلق على ذلك اللقاء وتلك الصدفة  وتلك الأحداث و ما أحاط بها من ظروف ومصاعب وتحديات  ليست سوى  نزوة عابرة لم يكن لنا يد فيها ، وتلك الخيارات والقرارات التي أقبلنا عليها بتوجهنا المجهول والمفاجأ
تدفع  بنا إلى المثول أمام محكمة الضمير ليباغتنا بحوارته المؤلمة الموجعة إلى أين أنتم سائرون  بلا هدف ،بلا زاد يقيكما من علقم المواجهات ،بلا تخطيط يهديكم راحة البال والاطمئنان .
فنتجرأ على أنفسنا بصوت خافة لو  أننا فعلنا كدا ، ولم نفعل كدا وكدا لكُنا الآن أكثر راحة واستقرار ،ولكننا  بهذا نفتح على أنفسنا باب من أبواب الشيطان ...لنقع في شباك اليأس والحزن والكأبة ....ونصرخ بأعلى صوتنا 
ابتعدنا فعلا ابتعدنا كثيرا ،وفي كل مرة نقرر العودة من حيث بدأنا يصعب الأمر علينا ...لأننا كنا قد قطعنا أميالا وأميالا في بئر أعماقنا ...فكيف لنا أن نعود أدراجنا ،والأمَرُ من ذلك كلٌ بمفرده. كيف لنا أن نقطع تلك المسالك الصعبة، وتلك العتمة ،وذلك الظلام الدامس الذي لطالما  قطعناه، وقلوبنا  تعتصر من شدة وعورة الطريق ....
    كنا على وفاق رغم أننا لم نتفق يوما على ما كان يحدث بيننا ...كل شيء فيناكان ينطق بصمت  مؤلم  لم تكن هناك أصوات توحي بالضجيج الذي يخالجنا ،ويكاد يطبق على أنفسنا إلا تلك الملامح الباهتة التي كانت ترتسم على كل شيء يتعلق بنا ،وكأن ممتلكاتنا أصبحت نسخة عنا ، فتسربت إليها أشواقنا، وأحزاننا  وكل ما أصابنا من حسرة وخيبة من ذلك التوجه الذي لم يكن في الحسبان . ...فمن أين ياتي اللوم ياترى ؟ !من يلوم من ؟!وكيف يقع العتاب وقد وقع الفأس في رأس؟!واجثتت العروق من مكانها واستحال الأوكسجين الذي نتنفسه إلى كائن من لحم ودم ..إذا ما غاب عنا شعرنا بالضيق واقتراب الأجال ...سبحان الله  من هكدا تحول ،ومن هكدا اتصال و من هكدا انصهار و من هكدا ذوبان ....سبحان الله فعلا...من تلك الأعاصير، والفيضانات والبراكين، وكل الاضطرابات التي كانت تنبئ بأن هذان المخلوقان قد عاشا تحولا عميقا قد أسفر عن أنَّ مايحدث بينهما، وجب أن يزهر رغم كل الظروف  ..على الأقل من جانب تلك التي وجدت نفسها في قارب صغير وسط المحيط  ،ولا تدري إن كانت ستنجو أو ستتخطفها أمواجه العاتية فترديها غريقة .
فكل ماكان يدور في خلدها كان خاصا بها ولا تدري إن  كان ذلك الجبل الشامخ  قد أصابه ما أصابها أم هي مجرد أرض غريبة أثاره الفضول وحبه للطبيعة لاكتشافها وخوض غمارها ، وتبقى البواطن وأسرارها لا يعلم بها إلا من صورها فأحسن تصويرها  .. ...
ما أرَّقها وملأها حيرةً ،وأشعل نيران مشاعرها  تغيره المستمر من حين لآخر.
مرة  تلمس تراجعه ، و مرة أخرى إقباله عليها بشغف يثير حفيظتها  ......
وبين  مد وجزر تضيع -سيرا-في متاهات النفس العويصة  التي يصعب قياسها أو فهمها أو التنبؤ بانفعالاتها، وحركاتها وسكناتها ،فلقد وجدت نفسها في ورطة أو بالأحرى في فخ لا تعرف إن كان نُصب لها باحكام أم أنها الصدفة التي أوقعت بها ، وفي الكثير من  الأحيان تكون خير من ألف معاد .
كل هذا جعل الأمور تتعقد جدا ،وحياة -سيرا -تتغير لحد كبير جدا .لتأخذ مسارا لم تكن لي تتوقعه أو تختار لتكون في مضماره .
لحد الآن هي لا تعرف  إن كان تغيرا ترضاه أو انحرافا سيؤذيها و سيشعرها بالألم الذي سبق أن عايشته وتجرعت مرارته طيلة حياتها .....-سيرا-... ياسيرا ترى ما الذي يخبئه لك القدر ؟
  الجزء العاشر من قصص إني أ حاورك .... 
فطيمة زهراء الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا زلت .. * * * بقلم الشاعر المتالق عبد الحميد الناصر

لا زلت .. والى الان مشاعري ما خانتني ولا انا لها خُنت لا زلت ابحث عن صورة  ٍ لكِ فأجدني اراك. كلما جفنا ً على  جفنٍ أطبقت قلت منك سأ...